وتتمتع كازاخستان، وهي أكبر دولة في آسيا الوسطى، بإمكانيات هائلة للإنتاج الزراعي بسبب موقعها الاستراتيجي بين أوروبا وآسيا وتوافر موارد الغاز الرخيصة لتوليد الطاقة. ومن ناحية أخرى، تشتهر هولندا، ثاني أكبر مصدر للمنتجات الزراعية في العالم، بتقنياتها المتقدمة في مجال الدفيئة وممارساتها الزراعية المبتكرة. ويمكن للبلدين توحيد جهودهما لتطوير قطاع الدفيئة في كازاخستان، مع التركيز على الإنتاج الصديق للبيئة، وزيادة إنتاج الغذاء لكل من الأسواق المحلية والدولية.
وبحسب البيانات المقدمة في المعرض في ألماتي، تعد هولندا أكبر مصدر للمنتجات الزراعية والأغذية في الاتحاد الأوروبي وثاني أكبر مصدر في العالم بعد الولايات المتحدة. علاوة على ذلك، يتم إنتاج حوالي 90٪ من الدفيئات الزجاجية في العالم في هولندا. لذلك، ليس من المستغرب أن يكون معظم العارضين في معرض ألماتي من موردي معدات الدفيئة والبذور من هولندا.
على مدى السنوات الثلاثين الماضية، بلغ الاستثمار الهولندي المباشر في الاقتصاد الكازاخستاني 30 مليارات دولار، وكانت تكنولوجيات الدفيئة المتقدمة واحدة من أهم مجالات الاستثمار. وأشار عمدة مدينة ويستلاند في هولندا، والذي كان ضيف شرف المعرض، إلى أن كازاخستان تتمتع بموقع استراتيجي متميز بين روسيا والصين ولديها طلب متزايد على الفواكه والخضروات الطازجة. واقترح أن تلعب كازاخستان دورًا رائدًا في سلسلة الإنتاج والتوريد.
ومع ذلك، فإن الخطوة الأولى بالنسبة لكازاخستان ستكون تلبية الطلب المحلي على الغذاء. وفي الوقت الحالي، تستورد كازاخستان جزءًا كبيرًا من غذائها، بما في ذلك الفواكه والخضروات. ومع ذلك، أشار عمدة ويستلاند إلى أنه زار العديد من البيوت الزجاجية الكازاخستانية في منطقتي ألماتي وأكتوبي ورأى أن المنتجات والخبرة الهولندية يتم استخدامها على نطاق واسع. وأكد أن الدفيئات الزراعية الهولندية ليست مصنوعة من الزجاج فحسب، بل تشمل أيضًا التحكم في المناخ وتقنيات الري، فضلاً عن تدابير حماية النباتات. وبالتالي، فهي ذات قدرة تنافسية عالية، ومتينة، وطويلة الأمد.
ومن الممكن أن تتعاون كازاخستان وهولندا لتعزيز الإنتاج الزراعي، مع التركيز على الممارسات الصديقة للبيئة وتلبية الطلب المحلي أولاً قبل التصدير إلى أسواق أخرى. يمكن الاستفادة من تقنيات وخبرات الدفيئة الهولندية لتطوير قطاع الدفيئة في كازاخستان وزيادة إنتاج الغذاء. ومن شأن هذا التعاون أن يعود بالنفع على البلدين ويساهم في الزراعة المستدامة في المنطقة.